. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً ، رجل يخرج من النار حبواً ، فيقول الله : اذهب فأدخل الجنة فيأتيَها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يا رب وجدتُها ملأى ، فيقول : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ، فيقول : تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك ؟ ) فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، وكان يُقال : ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً ، رواه البخاري ومسلم .
2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلتُ : واللهِ لا أذهب – وفي نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم – قال :
فخرجتُ حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك فقال : " يا أنيس ، اذهب حيث أمرتُكَ " قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله .
3. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون مِمَّ أضحك ؟! "
قال : فقلنا : الله ورسوله أعلم !
قال صلى الله عليه وسلم : " من مخاطبة العبد ربّه يقول : يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟ فيقول الله : بلى ، بلى ، فيقول العبد : فإني لا أجيز على نفسي إلاّ شاهداً مني ، فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام الكاتبين شهوداً ، قال : فيختم على فيه ، فيُقال لأركانه ( لجوارحه ) : انطقي ، فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام ، فيقول العبد لأركانه : بُعداً لكُنَّ وسُحقاً ؛ فعنكُنَّ كنتُ أُناضل " . رواه مسلم .
4. عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها ، قال : فتعرض عليه ويُخَبَّا عنه كبارها ، فيُقال : عملتَ يوم كذا وكذا وكذا ، وهو مقرٌ لا يُنكر ، وهو مُشفق من الكبار ، فيُقال : أعطوه مكان كل سيئة حسنة ، قال فيقول : إن لي ذنوباً ما أراها !! " .
قال أبو ذر : فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه . رواه مسلم بنحوه .
5. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكتُ ، وقعتُ على أهلي في رمضان . فقال : " أعتق رقبة " قال : ليس لي ، قال صلى الله عليه وسلم : " فصم شهرين متتالين " قال : لا أستطيع ،
قال صلى الله عليه وسلم : " فأطعم ستين مسكيناً "
قال : لا أجد . فأتى رسول الله صلىالله عليه وسلم بعرق ( أي مكتل ) فيه تمر ، فقال : " أين السائل ؟ تصدّق بها "
قال : أعَلَى أفقرَ منّي ؟ والله ما بين لابَتَيها أهل بيت أفقر منا . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وقال : " فأنتم إذاً " . رواه البخاري